نظمت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، برئاسة الدكتور أحمد طه، جلسة علمية بعنوان: "الاعتماد في عصر الطب عن بُعد: معايير جديدة لرعاية آمنة وفعالة"، وذلك ضمن فعاليات النسخة الخامسة من مؤتمر إيجي هيلث الدولي للصحة.
أدارت الجلسة الأستاذة الدكتورة /نيفين مكرم لبيب، مستشارة علوم البيانات في مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وبمشاركة نخبة من الأساتذة والمتخصصين من مصر وعدد من الدول العربية.
وخلال الجلسة، أكدت الأستاذة الدكتورة وجيدة أنور، أستاذ الصحة العامة بكلية الطب جامعة عين شمس، أن منظومة التأمين الصحي الشامل أولت اهتمامًا كبيرًا بدور طبيب الأسرة ووحدات الرعاية الأولية باعتبارها البوابة الرئيسية للخدمات الصحية، مشيرة إلى أن تقنيات التطبيب عن بُعد تعد وسيلة فعالة للوصول إلى المناطق النائية وتقديم استشارات دقيقة للمرضى، حيث بدأت مصر خطواتها في هذا المجال منذ عام 2000 رغم ضعف البنية التحتية آنذاك، حتى أصبح اليوم أكثر فاعلية بفضل التطور التكنولوجي.
ومن جانبها، أوضحت الأستاذة الدكتورة شيرين غالب، رئيس قسم الطب الشرعي والسموم بجامعة القاهرة، أن التطبيب عن بُعد يمثل جزءًا من مفهوم أوسع هو الصحة الرقمية (Telehealth)، والذي يشمل الاستشارات والتدريب وحتى العمليات الجراحية عبر الوسائط الرقمية. ولفتت إلى أهميته الخاصة في أقسام السموم والطوارئ لإنقاذ الأرواح، إلى جانب دوره في خدمة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة وأصحاب الهمم، وتخفيف العبء عن المستشفيات عبر تعزيز ما يُعرف بـ"الاقتصاد الصحي".
وفي السياق ذاته، استعرض الدكتور جمال حبيب، عضو مجلس النواب، الجوانب التشريعية المرتبطة بالتحول الرقمي الصحي، مؤكدًا أن مصر في حاجة ماسة إلى تشريع ينظم خدمات التطبيب عن بُعد ويحمي خصوصية بيانات المرضى ويحدد آليات المحاسبة الطبية، على غرار التجارب الدولية الناجحة في الولايات المتحدة وإنجلترا.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد عرضت الدكتورة مريم الجلاهمة، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية للمستشفيات الحكومية بالبحرين، تجربة البحرين في تقنين وتطبيق خدمات التطبيب عن بُعد، والتي أسهمت في حل مشكلات قوائم الانتظار وتقديم الرعاية داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، بجانب التعاون مع المملكة العربية السعودية في مجال المستشفيات الافتراضية.
كما استعرضت الدكتورة آية من جامعة عين شمس قصة نجاح المستشفى الافتراضي بالجامعة كنموذج رائد، يتيح تقديم الاستشارات الطبية داخل مصر وخارجها، وتدريب الأطباء في دول مثل الصومال، بالإضافة إلى إنشاء مركز متخصص للذكاء الاصطناعي لدعم خدمات التطبيب عن بُعد بمشاركة تخصصات طبية وأكاديمية متعددة
توصيات الجلسة:
• سن تشريعات واضحة تنظم التطبيب عن بُعد وفق المعايير الدولية.
• إنشاء نظام وطني لاعتماد المنصات الصحية الرقمية.
• دمج خدمات التطبيب عن بُعد في منظومة التأمين الصحي الشامل.
• إعداد برامج تدريبية إلزامية للأطباء حول الجوانب الأخلاقية والقانونية.
• تعزيز الشراكات الأكاديمية لبناء القدرات الطبية الرقمية.
واختتمت الجلسة بالتأكيد على أن التطبيب عن بعد لم يعد خيارا، بل ضرورة استراتيجية لضمان عدالة الوصول إلى خدمات صحية آمنة وفعّالة، وبما يتماشى مع توجهات الدولة نحو التحول الرقمي الصحي
![]() |
الصور |