أكد د. أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، أن الفحص الإكلينيكي الدقيق للمريض هو حجر الزاوية للرعاية الصحية السليمة ومفتاح الحصول على ما يحتاجه من علاج حفاظا على حياته وهو محور معايير الجودة الصادرة عن الهيئة والمعتمدة دوليا من "الإسكوا"، مشيرا إلى أهمية ضمان جودة نتائج الفحوصات التشخيصية للمعامل الطبية ومراكز الأشعة في الحفاظ على سلامة المرضى حيث يصل حجم الأخطاء التشخيصية ما يقرب من 16٪ من الضرر الذي يمكن الوقاية منه عبر النظم الصحية.
جاء ذلك خلال افتتاحه للويبنار العلمي الذي نظمته الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية بعنوان: "تحسين التشخيص من أجل سلامة المرضى" بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لسلامة المريض، أحد الأيام الصحية الهامة الذي تطلقه منظمة الصحة العالمية هذا العام تحت شعار "أحسنوا التشخيص، حافظوا على السلامة" والذي شهد تفاعلا وحضورا مكثفا بلغ أكثر من ٧٠٠ مشارك من مختلف مقدمي الخدمات الصحية في مصر وعدد من الدول العربية.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية أن الندوة تستهدف تسليط الضوء على معايير GAHAR للتشخيص الآمن، وزيادة وعي العاملين في مجال الرعاية الصحية بتدابير ضمان سلامة التشخيص موضحا أن الخطأ التشخيصي هو قصور في تقديم تفسير صحيح وفي الوقت المناسب للمشكلة الصحية أو فشل في توصيل هذا التفسير للمريض، وأكد أن التثقيف الصحي للمريض وأسرته يقع على نفس قدر أهمية تثقيف مقدمي الرعاية الصحية وهو ما انعكس في المبادرات التي تتبناها "جهار" لإشراك المريض وتوفير المعلومات الخاصة بكل مستويات المرض.
وأوضح طه أنه على الرغم من تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات التشخيص فلا يزال العنصر البشري هو صاحب القرار النهائي بناءا على متغيرات عديدة وخبرات تراكمية مع التأكيد على أهمية التدريب على استخدام إمكانات الذكاء الاصطناعي AI خاصة في التحقق من دقة النتائج validation واكتشاف الأخطاء errors detection، لافتا إلى أن معايير استخدام "التطبيب عن بعد" محل اهتمام ودراسة الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية لضمان حوكمة الاستخدام.
شارك بالندوة العلمية التي أدارتها د. ريهام الأسدي، استشاري سلامة المرضى والحوكمة السريرية بمنظمة الصحة العالمية، نخبة من خبراء جودة الرعاية الصحية: أ.د. سيد العقدة، عضو مجلس إدارة الهيئة وأستاذ الطب المهني والبيئي بجامعة عين شمس، د. ولاء خاطر، مسئول المعامل بمنظمة الصحة العالمية، أ.د. نانسي الجندي، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية والكيميائية بجامعة القاهرة ورئيس المعامل العامة المركزية بوزارة الصحة والسكان، أ.د. غادة إسماعيل، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بجامعة عين شمس ومدير المعمل المرجعي بالمجلس الأعلى للجامعات ، أ.د. سهام السعدني، مدير الإدارة العامة للأشعة ورئيس المكتب التنفيذي للوقاية من الإشعاع بوزارة الصحة والسكان.
وخلال محاضرته عن " الإدارة الواعية للخدمات التشخيصية"، استعرض د. السيد العقدة، عضو مجلس إدارة هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، أحدث الاتجاهات العلمية فيما يخص سلامة المريض ومقدم الخدمة أثناء تقديم الخدمات التشخيصية بمعامل التحاليل الطبية ومراكز الأشعة والتي تؤكد عليها المعايير الصادرة عن الهيئة، وتضمن الهيئة تطبيقها بحسم في المعامل الطبية ومراكز الأشعة الحاصلة على اعتماد "جهار GAHAR"، مشيرا إلى أن 70% من القرارات الطبية تتم بناءا على الاختبارات المعملية وفحوصات الأشعة بأنواعها المختلفة ولذا فإن الجودة تضمن مرور نتائج الفحوصات بسلسلة من العمليات المحوكمة هي التي تؤدي إلى دقتها.
وأشار العقدة إلى أهمية تصميم بيئة العمل داخل المنشأة الصحية وارتداء أدوات الحماية في سلامة الفنيين والمتخصصين من الإشعاعات والمواد الضارة التي قد تسبب خطرا على صحتهم وعلى حياتهم في أحيان أخرى وفقا لمدة ونسبة التعرض لها.
وأكدت د. ريهام الأسدي، استشاري سلامة المرضى والحوكمة السريرية منظمة الصحة العالمية، أن منظمة الصحة العالمية تدعو إلى بذل جهود متضافرة للحد من الأخطاء التشخيصية من خلال بناء نظم الجودة والمشاركة النشطة للمرضى وأسرهم ومقدمي الخدمات الصحية وقادة الرعاية الصحية مؤكدة أهمية ارساء ثقافة العديد من الأمور مثل: التحقق من التاريخ الكامل للمريض، وإجراء فحص سريري شامل، وتحسين الوصول إلى الاختبارات التشخيصية، وتنفيذ طرق لقياس الأخطاء التشخيصية والتعلم منها، واعتماد حلول قائمة على التكنولوجيا.
فيما تناولت د. نانسي الجندي، رئيس المعامل العامة المركزية بوزارة الصحة والسكان، تحليل المشكلات الخاصة بإجراء الاختبارات المعملية خلال مراحلها المختلفة ومدى تأثيرها على دقة النتائج وتجربة الاعتماد في الحد من تلك المشكلات، واشارت د. غادة إسماعيل، أستاذ الباثولوجيا الإكلينيكية بجامعة عين شمس، إلى تحديات تضمنت: الأخطاء المعملية قبل سحب العينة وأثناء التعامل معها وبعدها، وتعقيد بعض الاختبارات الحديثة المتخصصة والتي تحتاج إلى تدريبات حديثة وأهمية التعليم المستمر للعاملين، إلى جانب التنسيق والتواصل الدوري مع الأطباء لتبادل الخبرات في اعداد التقارير وتفسير نتائج الفحوصات المعملية للتشخيص الدقيق لبعض الأمراض.
وأشادت د. ولاء خاطر، مسئول المعامل بمنظمة الصحة العالمية، بجهود هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في نشر ثقافة الجودة بالمنشآت الصحية خاصة المعامل الطبية ومراكز الأشعة وحذرت من الاستخدام غير الرشيد للفحوصات التشخيصية وما يؤدي إليه من مخاطر.
كما أشارت د. سهام السعدني، مدير الإدارة العامة للأشعة ورئيس المكتب التنفيذي للوقاية من الإشعاع بوزارة الصحة والسكان، إلى أن إدارة مراقبة الجودة الروتينية (QC) لمعدات التصوير الطبي مسؤولية رئيسية لمتخصصي التصوير الطبي لضمان موثوقية نتائج الدراسة التي تنتجها خدمة التصوير الطبي، ولفتت إلى سبل تحسين السلامة التشخيصية عبر رحلة المريض من خلال رفع درجة وعيه بأهمية الالتزام بالإجراءات المسبقة لبعض أنواع الأشعة لضمان سلامته وللحصول على نتائج دقيقة، مضيفة أن بعض المرضى أو أسرهم يعتقدون أن الادلاء بالتاريخ المرضي للحالة قبل الفحص يمكن أن يؤثر سلبا على نتيجته وهو مفهوم مغلوط تماما ويؤدي إلى نتائج غير دقيقة يمكن أن تتسبب في عواقب وخيمة.
أقيم الويبنار تحت اشراف د. نانسي عبد العزيز، المدير التنفيذي للهيئة، وشارك في تنظيمه د.هبة حسام، مدير إدارة التخطيط والسياسات وعضو الإدارة العامة للمكتب الفني، د. رانيا مدحت، مدير عام المكتب الفني، أ.عمرو عبد الحكيم مندي، مدير إدارة التسويق، د. رشا سالم، مدير ادارة تنمية الأعمال, م.هالة أحمد، مدير الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي، م.عمرو جمال، مدير إدارة البنية الأساسية بالإدارة العامة لنظم المعلومات، أ. احمد حماد، مسئول فريق التصميم والابداع وعضو الادارة العامة للتسويق وتنمية الأعمال.