إستطلاع راي
تفاصيل الخبر
الرئيسية الأخبار تفاصيل الخبر

جلسات مؤتمر سلامة المرضى 2025 تؤكد: الجودة والسلامة أساس التطوير.. ودعم الأسرة والشراكات المتكاملة ضمانة لرعاية صحية آمنة ومتميزة


558011421_1126180999696903_6154871214249890219_n

ضمن فعاليات مؤتمر سلامة المرضى 2025، الذي عُقد تحت شعار "سلامة المرضى منذ البداية"، وبرعاية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وبالتعاون بين الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية ووزارة الصحة والسكان ومنظمة الصحة العالمية، نُظمت جلستان نقاشيتان تناولتا أبرز قضايا سلامة المرضى وجودة الرعاية الصحية في مصر.

جاءت الجلسة الأولى بعنوان "التحديات وأفضل الممارسات في سلامة الأطفال وحديثي الولادة"، وأدارتها د. هبة حسام، مدير عام إدارة التسويق وتنمية الأعمال بهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، بمشاركة نخبة من الخبراء تضم: د. إيهاب كمال، مدير عام الإدارة الاستراتيجية بالمجلس الصحي المصري والمشرف العام على التطوير المهني وامتحانات مزاولة المهنة، د. كوثر محمود، نقيب التمريض وعضو مجلس الشيوخ، د. رشا جمال، أستاذ طب الأطفال وحديثي الولادة جامعة القاهرة ومدير مستشفى أبو الريش للأطفال، ود. محمد زكريا، مدير مركز أسوان للقلب بمؤسسة مجدي يعقوب.

افتُتحت الجلسة بالتأكيد على أهمية التدريب والتعليم المستمر للعاملين بالقطاع الصحي، ودور اعتماد المنشآت الصحية في تحسين الممارسات وتعزيز سلامة المرضى.

وأوضحت د. كوثر محمود أن التمريض يمثل خط الدفاع الأول عن المريض، وأن تأهيل الكوادر وتمكينهم أساس تحسين جودة الرعاية، داعية إلى تشجيع الولادة الطبيعية ودعم المبادرات الوطنية مثل حملة “الألف يوم الذهبية”، ومشيدة بدور هيئة الاعتماد والرقابة الصحية في رفع الوعي وتعزيز ثقافة السلامة داخل المنشآت الصحية.

فيما عرضت د. رشا جمال تجربة مستشفى أبو الريش في تطبيق معايير الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية لتحسين الجودة والسلامة ورحلة مجمع العيادات الخارجية الجديد في الحصول على اعتماد الهيئة ، عبر تطوير نظام الحجز الإلكتروني بمجمع العيادات لتقليل الازدحام، وإنشاء غرفة تحضير أدوية مركزية لتقليل الأخطاء، وتعزيز التواصل بين مقدمي الخدمات الصحية وتطبيق إجراءات صارمة لسلامة العمليات الجراحية، إلى جانب نشر ثقافة الإبلاغ عن المخاطر والالتزام بالبروتوكولات العلاجية.

وسلّط د. محمد زكريا الضوء على تجربة مركز أسوان للقلب في تطبيق معايير الهيئة، مؤكدًا أن نجاح المؤسسة لم يعتمد على الإمكانات، بل على روح الفريق وثقافة التعلم من الأخطاء، مشددًا على أهمية بيئة العمل الآمنة نفسيًا التي تسمح بمناقشة الأخطاء دون لوم، كعنصر أساسي في تحسين الأداء.

من جانبه، تناول د. إيهاب كمال أهمية الأدلة الإكلينيكية الموحدة التي أعدها المجلس الصحي المصري، حيث تم تطوير أكثر من 130 دليلًا طبيًا بالتعاون مع الجهات الصحية المختلفة، مما يؤدي الى تحسين استخدام الموارد وخفض التكاليف وتحسين جودة الخدمة وضمان حق المريض في رعاية فعالة وآمنة. ودعا إلى تعزيز التدريب متعدد التخصصات واستخدام المحاكاة التدريبية في أقسام الرعاية الحرجة، مع التوثيق الدقيق للإجراءات العلاجية لضمان سلامة المرضى.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن دعم الأسرة كشريك أساسي في منظومة الرعاية الصحية، وتعزيز التواصل الفعّال والقيادة الواعية داخل المنشآت، يمثلان أساس تحقيق رضا المريض وضمان استدامة التحسين.

أما الجلسة الثانية، فجاءت بعنوان "من السياسة إلى التطبيق – مواءمة تقارير الحوادث الطبية مع أجندة سلامة المرضى في مصر"، وأدارها د. محمد الفيومي، مسئول سلامة المرضى بمنظمة الصحة العالمية – مكتب مصر، بمشاركة د. أحمد الشلبي، مدير عام إدارة التدقيق الفني والإكلينيكي بهيئة الاعتماد والرقابة الصحية، ود. صافيناز إسماعيل، مدير عام الإدارة العامة لمتابعة المديريات بوزارة الصحة والسكان.

استعرض د. أحمد الشلبي دليل الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية للإبلاغ عن الحوادث الطبية، الذي يتضمن آليات الإبلاغ وتحليل الأسباب الجذرية (RCA) وإدارة الأحداث الجسيمة، كما يهدف الي وضع إطار منهجي لاكتشاف وتحليل وإدارة الأحداث الجسيمة أو المتكررة أو القريبة الوقوع، مؤكدًا أن الحوادث واجبة الإبلاغ تمثل فرصة للتعلم والتحسين، وأن دليل الهيئة يسعى إلى ترسيخ ثقافة "عدم اللوم" وتحويل الأخطاء إلى فرص للتطوير.

وقدّمت د. صافيناز إسماعيل الدليل الإرشادي المصري لمنظومة الإبلاغ والتعلم من الأحداث العارضة، والذي يتضمن الأدوات والنماذج والمنظومة الإلكترونية للإبلاغ، مشيرة إلى أن توحيد المفاهيم وتكامل البيانات يسهم في بناء نظام وطني فعال للتعلم المستمر.

واتفق المشاركون على أهمية توحيد منظومات الإبلاغ الوطنية وبناء إطار وطني موحد يرتكز على المساءلة والشفافية والتعلم المستمر، بما يعزز جودة الرعاية وثقة المجتمع في النظام الصحي.

واختُتمت الجلسة بالتأكيد على أن ربط السياسات بتقارير الحوادث الطبية ليس مجرد إجراء إداري، بل هو ركيزة لإعادة صياغة مفهوم سلامة المرضى في مصر، ودعم توجه الدولة نحو نظام صحي أكثر أمانًا واستدامة، في إطار الاستراتيجية الوطنية للصحة 2024–2030

 

الصور